عدد خاص: كتب عن الجنون والاضطرابات النفسية

زائد: الكاتب الذي عالجني من الوهم

قبل أيام توفي جاري. عُرف هذا الجار باضطراباته النفسية، لم يستطِع أحد أن يحدد بالضبط هذا الاضطراب أو يمنحه اسمًا. كان في نظر الجميع «مجنون الحي»، تسمية مريحة تعفي الجميع من الفهم. تعاملوا معه مثل الدرويش، كلّما أراد أحدهم أن يرفِّه عن نفسه، ذهب ليقلق راحة هذا الجار بحديث مستفز يحاول من خلاله أن يستدرَّ منه كلامًا يتندر به لاحقًا بين أصدقائه. لطالما أثارت هذه اللعبة غضبي.

اختفى الجار زمنًا. عرفت بعد عودته أنه كان نزيل أحد دور الرعاية. عاد وتبدو عليه ملامح العاقل؛ حديثه متّزن، وفقدت نظرته لمعانها الغريب الذي سكنها طويلًا. بدا تائهًا وسط جيرانه، كما تاهوا هم في كيفية التعامل معه. لم يعد أحد يجالسه أو يتندر من كلماته، صار مثل البقية، يسعى في الأرض باحثًا عن الحياة إلى أن غادرها.

في أثناء تحضيري لهذا العدد الخاص، تراءى لي شبح الجار بين ثنايا كل الكتب التي قرأتها عن الجنون والاضطرابات النفسية، وتساءلت: متى كان جاري سعيدًا؟ حين كان مجنونًا؟ أم بعد أن استرجع عقله؟

أكتب في هذا العدد عن رواية إيرانية اقتربت شخصياتها من عالم الجنون، وأحدثكم عن الاضطراب الذي عانيت منه بسبب جائحة كورونا، بالإضافة إلى كتب مختلفة حول الجنون والاضطرابات النفسية.

دعونا، كما أوصى الروائي الفرنسي أندريه جيد، «نكون بالقرب من الجنون حينما نحلم، وبالقرب من العقل حينما نكتب».

إيمان العزوزي


هل ترغب بإكمال القراءة؟

آسفين على المقاطعة، هذا العدد من نشرة إلخ حصريّ للمشتركين في ثمانية.
لتكمل قراءته وتستفيد من كل المزايا الحصريّة... اشترك في ثمانية، أو سجل دخولك لو كنت مشتركًا.
اشترك الآن
القراءةالكتب
نشرة إلخ
نشرة إلخ
أسبوعية، الأربعاء منثمانيةثمانية

سواء كنت صديقًا للكتب أو كنت ممن لا يشتريها إلا من معارض الكتاب، هذه النشرة ستجدد شغفك بالقراءة وترافقك في رحلتها. تصلك كلّ أربعاء بمراجعات كتب، توصيات، اقتباسات... إلخ.

+10 متابع في آخر 7 أيام