كيف سيبدو عيد الأضحى في ذكريات أطفالنا؟ 🐏
زائد: جي بي تي أذكى منك عاطفيًّا!


تعرف أنَّ «تشات جي بي تي» أذكى منك عاطفيًّا؟
هذا كلام الباحثين من جامعة جينيف وليس كلامنا (ولا كلام جي بي تي 👀). فقد أخضع الباحثون «جي بي تي» وجيمناي وكل شلة بوتات الذكاء الاصطناعي إلى اختبارات تقيس مدى الذكاء العاطفي الذي تتمتع هذه البوتات، وتبيَّن من النتائج أنها أذكى عاطفيًّا من البشر. بمعنى أنها أقدر منك على قراءة مشاعر الآخرين، وأقدر منك على التجاوب معها بردة الفعل المناسبة.
النتيجة مقنعة إذا أخذنا في الحسبان أنَّ هذه البوتات لم تعش ربع الصدمات العصبية ولا عُشْر التلاعب العاطفي الذي نعيشه نحن البشر🤔.
في عددنا اليوم، تأخذنا مجد أبو دقة إلى ذكرياتها عن عيد الاضحى في طفولتها، وتطرح السؤال: ما الذكريات التي سنمنحها لأطفالنا عن العيد بعدما اختلف العالم؟ وإذا كنت من محبي الرسمة الشهيرة والشبيهة بالإيموجي 🌊، ستعرِّفك شهد راشد في «شباك منوّر» إلى أيقونات أخرى للفنان الذي ابتدعها. ونودعك في لمحات من الويب مع الأمان النفسي الذي ينبغي على المدير منحه لفريقه، ومع الضيفة التي تأخرت على العرس هي وعيالها. 👰🏻♀️
لكن قبل كل شيء:
عيدكم سعيد ومبارك 🐏❤️ ونلقاكم على خير ان شاء الله صباح الثلاثاء القادم 🌞.
إيمان أسعد

كيف سيبدو عيد الأضحى في ذكريات أطفالنا؟ 🐏
على أعتاب عيد الأضحى تزورني صورٌ كثيرة لأعياد طفولتي. أعود إلى بيت جدي في بريدة حيث قضيت أعياد طفولتي الأولى. كان لذلك البيت حديقةٌ تلفه، ملأها جدي أشجارًا متنوعةً؛ فتجد فيها شجرة موز وشجرة برحي وشجرة قطن ونخلة، وحتى شجيرات فراولة وكثيرًا من الفل.
قبيل عيد الأضحى كان جدي يشتري ما تيسَّر من الخراف، ويضعها في القسم الخلفي من الحديقة، ويحبسها عن بقيتها بحاجز خوفًا على أشجاره. وكنت أنا وأطفال العائلة نذهب لنرى هذه الخراف ونطعمها ونلعب معها من وراء حاجزها. لكنها استطاعت في مرة أن تُسقِط الحاجز وتطاردنا بقرونها الكبيرة، وبعد هروبنا تناولت الخراف وليمةً من أوراق شجر الحديقة الأخضر، ويسهل عليك تخمين سبب غضب جدي يومها.
في يوم العيد يستيقظ الجميع لصلاة العيد ويكسر صيامَه على التمر. وبعد الصلاة تجهِّز جدتي في القسم الأمامي من الحديقة مكانًا لجلوسنا، ويهيئ شباب العائلة الفحم والكانون ولوازم الشواء. ثم يبدأ القسم الذي كان يجعل عيدي عيدًا؛ فيبدأ جدي بتجهيز الخراف ثم يذبحها واحدًا واحدًا، مسمّيًا ومكبّرًا. ننطلق بعد ذلك أطفالا لنجتمع حول نار الشواء ننتظر الكبدة واللحم الطازج، وتلفُّ جدتي حولنا بطانية؛ فعيد الأضحى في تلك السنوات كان يأتينا في الشتاء.
مع مرور سنوات العمر لم تتغير كثيرًا طقوس العيد في بيت جدي، حتى بعد انتقالنا إلى الرياض؛ فعادات جدي وشجره وحديقته ما زالت على حالها، ولكني أنا من بدأ يتغيَّر. بدأت أتأثر أكثر برؤية الخراف تُذبح، وبدأت أشعر بثقل العمل المصاحب لتلك الطقوس الدافئة. فتقطيع اللحم وتنظيف الحديقة وبقايا الشواء ليس سهلًا، والبقاء في البيت وتأجيل الخطط الخاصة أيام العيد لاستقبال المهنئين -لأن جدي كبيرُ عائلته- ليس ممتعًا دائمًا.
رغم استمتاعي ولو ببعض أجزاء ذلك اليوم، فقد بدأت مع الوقت أحلم بعيد مختلف؛ عيدٍ هادئ جدًا، أقضيه ببيجاما أمام فِلم مع وجبة طعامٍ جاهزة، ولا أضطر مساء إلى استقبال جماعات من الناس. ولكن يجب أن نحذر دائمًا مما نتمناه؛ إذ بعدما سافرت للدراسة والعمل قضيت عديدًا من الأعياد تمامًا كما حلمت.
عشتُ أعيادًا تفتقر لكل ذلك الزحام الدافئ. بتُّ أستيقظ متأخرةً، وأقضي يومي أمام فِلم بالبيجاما، وأتناول عشاءً جاهزًا، وما انتظرت أحدًا يزورني يوم العيد. ثم وجدتني أقضي أعيادًا أخرى في المطارات محاولةً الاجتماع ببعض عائلتي في عطل الأعياد القصيرة، ووجدتني أحاول، عيدًا بعد عيد، تأسيس بعض الطقوس وتحضير بعض الأطباق، مقلدةً ما كانت تفعل جدتي، إلا أن أطباق الطعام التي أعدّها ينقصها الإتقان والرفقة.
ومع كل عيد يراودني السؤال ذاته: كيف سأقضي العيد بين حرية مطلقة نابعة من بُعْدي عن الأهل، وبالتالي التحرر من الالتزامات الاجتماعية، وبين أثر هذه الحرية الفرديَّة على معنى العيد وجوهره؟
بعد زواجي حاولت تأسيس طقوس للعيد، فمزجت بعضًا من ذكرياتي ببعض ذكريات زوجي. ولكن سؤال العيد هذا بات أشدَّ إلحاحًا؛ فطبيعة الحياة هذه الأيام تجعل بيننا وبين العائلة الممتدة مسافات لا يقطعها إلا السفرُ الطويل. وطبيعة بيوتنا هذه الأيام لا تسمح للخراف باللهو في الحديقة ولا تسمح لنا بشواء لحمها. فما شكل العيد الذي سيعيشه أطفالي؟
أظنّ أن هذا السؤال يراود كُثرًا غيري في عالم تغيرت ظروفه ومعطياته، ولم تتغير كثيرًا احتياجات الإنسان فيه. إذ لا يزال الأطفال بحاجة إلى أعياد مرحة ملونة تملأ ذكرياتهم، كتلك التي قضيتها في طفولتي. ولكني -كغيري- أقف حائرةً أمام صفحة بيضاء ومعي ألوان مختلفة عما عهدته، لأرسم شكلًا للأعياد التي ستمر على طفولة صغاري.
أذكّر نفسي أن اختلاف الألوان والمعطيات التي أملكها الآن عما كانت تملكه جدّتي لا يعني أنَّ عيدي أسوأ. ما يعنيه أنَّ لديّ تحدٍّ الآن كأم بأن أمنح أطفالي ذكريات جميلة عن العيد، وهذا تحدٍّ سأتجاوزه بكثيرٍ من الحب والإبداع.


من منا لم يرَ لوحة الأمواج الشهيرة لفنان نعلم جميعًا أنه ياباني لكن نجهل اسمه. اليوم وددت تسليط الضوء على بقية أعمال كاتسوشيكا هوكوساي الذي صنع آلاف اللوحات والمجموعات التي طواها النسيان. 🌊
ولد الفنان الياباني الشهير كاتسوشيكا هوكوساي عام 1760 في طوكيو، وتبنَّته عائلة وهو في سن الثالثة. عمل في مراهقته في ورشة تقطيع الخشب الفنية، ثم انضم بعمر التاسعة عشر إلى استوديو فنان ناجح ولكنه طُرد بعد وفاة الفنان، ليبدأ شق طريقه الخاص. وجد في القصائد والأدب إلهامًا كبيرًا، واقتصرت بداياته الفنية على الرسومات التوضيحية للكتب، لكنه صار يقدم عروض رسمٍ لحاكم اليابان «شوقن»، ويتعاون مع فنانين كثر. 👦🏻🪵
عاش الفنان حياة صعبة. فقد توفيت زوجته وابنته، ورزح تحت ديون حفيده المولع بالقمار، إلا أنه ظلَّ مواظبًا على الرسم. وكلما تقدم به العمر زاد إصراره وتمسكه. وفي آخر عقود حياته عمل على تطوير أسلوبه الخاص وإتقانه، فأطلق على نفسه لقب «جاكيو رووجين» أي «العجوز المجنون بالرسم». ويُعَد هوكوساي أهم المؤثرين في فن المانقا عندما عمل على سلسلة «مانقا هوكوساي» التي رسم فيها رسومات يومية سريعة وتعبيرية عن الحياة وعن الظواهر الخيالية. 🖌️📓
يتَّسم أسلوب هوكوساي بتلاعبه بالألوان. مرةً تكون ساطعة وأحيانًا تكون باهتة بدُكنة خفيفة، أو باستيلية مع ثقة ضربات الفرشاة الواضحة وكثافة التفاصيل التي تكون أحيانًا واضحة محددة وأحيانًا رقيقة، كأنه رسمها من خيوط السحاب. وبالطبع يحضر الأسلوب الياباني التقليدي في فنّه. 🇯🇵🏯
يصوِّر هوكوساي في الكثير من لوحاته مشاهد من الحياة اليومية، مثل لوحة «Woman Spinning Silk» التي تؤطّرها زخرفات شرقية أنيقة، بينما تتوسط اللوحة امرأة منحنية تغزل الحرير وطفلها بقربها. لا نرى محيطها ولا أين تجلس، فقد جرَّدها من كل ما يمكن تشتيتنا، وذلك لكي نراها وحدها تغزل، مع طيور تحوم فوقها. أتخيله قد رسم الطيور كترميز لسرحانها؛ فاللوحة تشعرني باتحاد المرأة بما تعمل في عالمها الصغير. 🧵🐦
هناك الكثير من المجموعات التي لاقت إعجابًا وتقديرًا عالميين، من ضمنها سلسلته التي استعان بها لرسم مشاهد من قصائد. من تلك اللوحات لوحة «Poem by Sarumaru Dayū» التي رسمها مستلهمًا من قصيدة تقول: «من يستطيع حماية عالمي؟بينما كنت أفكر في ذلك، سرت على الطريق، ربما يكون هذا هو الطريق». يصور هوكوساي في هذه اللوحة نساءً يمشين بانتظام في عملهن اليومي المعتاد، يحملن السلال على ظهورهن فيما تغيب شمس الخريف بعيدًا. كأنه يقول لنا أنَّ لكلٍ طريقه الذي يظن أنه يريد الحياد عنه، ولكن ربما يكون هذا هو طريقه المكتوب له ولا حياد عنه. تعكس القصيدة قلقًا من الظروف آنذاك، بينما تمنح اللوحة شعورًا بالأمان والاستسلام للواقع؛ وكأنها إجابة تُربِّت علينا وتذكّرنا بعبور الحياة شئنا أم أبينا. 👘🧺
يستمر هذا الشعور بالأمان والدعة والرقّة في معظم أعمال هوكوساي، ومن أحبها إليّ مجموعته التي حملت عنوان «Thirty-six Views of Mount Fuji» رسم فيها عشرات اللوحات بإطلالات مختلفة للجبل من كل اتجاه، من ضمنها لوحة الأمواج الشهيرة. صوَّر هوكوساي الحياة بتفاصيلها مع تمركز الجبل عنصرًا أساسيًا للوحة. يسيطر الأزرق على المجموعة وكأنه مسار الحياة فيها. يقول لنا هوكوساي أنَّ سر الحياة على الجزيرة؛ صحيح أنه يركز على الجبل ولكنه يقول: الماء هو ما يربط الناس بهذه الأرض، بينما يقف الجبل بعيدًا في الخلفية. 🗻💧
عجزت عن اختيار لوحة مفضلة لهوكوساي. اخترت لوحات عدة، لكن وجدتني أعود كل مرة إلى لوحة «Flowering Cherry Trees Along the Yoshino River» ولا أعرف لماذا. لكن درجات الوردي الهادئ، مع باستيل الأخضر والسماوي، تبعث شعورًا بالبهجة والأمل وأنت تراها من بعيد. دمج هوكوساي سماوية النهر بوردي الأزهار في تناغم طبيعي آسر، أشعرني بأن أزهار الكرز وجدت لها مكانًا على ضفاف النهر رغم سرعة جريانه. ورغم مرور الناس حولها، يلتفت بعضهم ويعتاد أكثرهم، إلا أن أزهار الكرز تتفتح دون أن تعبأ برأي أو ظرف، في الموعد نفسه كل عام. 🌸🎋
🧶إعداد
شهد راشد

«أيًّا يكن ما تود السعي إلى تحقيقه، فاسعَ الآن. فمن المستحيل أن تتحقق الظروف المثالية التي تنتظرها.» دوريس ليسنق
الدنيا قلبت لنكدإن!
كيف يبني المدير الأمان النفسي لدى فريقه.
لحظة..لحظة
سوري يا جماعة تأخرنا عالعرس.

معايدات واتساب من طقوس فرحة العيد!
أبواب الفشل تقودك إلى النجاح.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.